البوابة الاخباري
بعد مضي أكثر من شهر على الإبادة الصهيونية المفتوحة التي تستهدف الفلسطينيين في قطاع غزة، بات الوضع الإنساني في القطاع غاية في السوء على نحو متزايد، حيث الندرة الحادة في المياه والغذاء والكهرباء والوقود، ما يحرم الناس من الاحتياجات الإنسانية الأساسية.
وفي هذا الصدد، دعا برنامج الأغذية العالمي إلى ضرورة السماح بتقديم المساعدات المنقذة للحياة والوقود على نطاق واسع، كما أكد ضرورة أن يكون العاملون في المجال الإنساني قادرين على توزيع المساعدات الغذائية ومراقبتها بأمان، ويجب أن يتمكن المدنيون من الوصول إليها بلا خوف.
وقال البرنامج إنه قدم المساعدات الغذائية والنقدية الحيوية منذ بداية الأزمة لأكثر من 764 ألف شخص في الملاجئ والمجتمعات المحلية في جميع أنحاء غزة والضفة الغربية.
وتمكن من استئناف عملياته مع استعادة الاتصال الأساسي، لكن قدرته على تقديم الإغاثة ما تزال مقيدة بسبب تكثيف العنف والدمار واسع النطاق وندرة الوقود والكهرباء وغاز الطهي، مشيرا إلى أنّه “يوجد حاليا مخبز واحد فقط تابع لبرنامج الأغذية العالمي”.
ويقوم البرنامج بنشر موظفين في العريش لدعم الهلال الأحمر المصري، لتوصيل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة عبر حدود رفح، وتوسيع الدعم لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
ومع تزايد الاحتياجات، يلزم البرنامج ما لا يقل عن 112 مليون دولار لمواصلة استجابته لحالات الطوارئ لنحو 1.1 مليون شخص متضرر حتى كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
وقال إن الضفة الغربية تواجه صعوبات حيال العنف المتصاعد والاعتقالات والقيود على الحركة، ويفقد مئات الآلاف من الفلسطينيين تصاريح عملهم ولا يتمكنون من مغادرة الضفة، في حين أن النشاط التجاري في الداخل محدود، ما يعرض الاقتصاد لخطر المزيد من التدهور.
ومنذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، تمكن البرنامج من الوصول إلى 764 ألف شخص من المستضعفين، من خلال المساعدات الغذائية العامة العينية والنقدية في جميع أنحاء غزة والضفة الغربية.
وفي غزة، حصل 550.300 نازح في الملاجئ المخصصة على الخبز أو الأطعمة المعلبة أو ألواح التمر يوميًا، حتى الآن، فيما حصل نحو 21 ألف نازح في المجتمعات المضيفة على طرود غذائية لدعم احتياجاتهم الغذائية لمدة 15 يومًا.
ومن بين 23 مخبزًا تعاقد معها البرنامج في بداية الاستجابة، ما يزال هناك مخبز واحد فقط يعمل، فيما يحاول البرنامج التعاقد مع مخابز إضافية، لكن العديد منها أبلغ عن عدم قدرته على توفير الخبز بسبب نقص الوقود وغاز الطهي.
وفي تشرين الثاني الحالي، قدم البرنامج قسائم إلكترونية إلى 580 ألف شخص في جميع أنحاء غزة والضفة الغربية، وفي غزة، استرد 176 ألف شخص (34 % من المخطط) مستحقاتهم، بينما استرد في الضفة الغربية 48 ألف شخص (80 %) مستحقاتهم.
وفي غزة، يستطيع الناس صرف المساعدات في 89 متجراً فقط من أصل 200 متجر، أما المتاجر المتبقية فلم تعد تعمل بسبب تدميرها أو نفاد المخزون الغذائي أو تهجير أصحابها.
وبعد موافقة الحكومة المصرية، قام البرنامج بنشر موظفين في العريش لدعم الهلال الأحمر المصري، لتوصيل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة عبر حدود رفح.
وحتى الآن، وصلت 72 شاحنة تابعة للبرنامج تحمل 1.291 طنًا من الإمدادات الغذائية إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي، بما في ذلك الأسماك المعلبة وألواح التمر والطرود الغذائية.
إلى ذلك، أكد البرنامج في تقرير صدر قبل أيام، أنّه يواجه “نقصًا حادًا غير مسبوق” في التمويل منذ تموز (يوليو) 2023، ما اضطره إلى مواصلة تقليص مساعداته الغذائية الشهرية لجميع المستفيدين من اللاجئين في الأردن، وغالبيتهم من السوريين.
وقال إن هناك حاجة إلى 98.2 مليون دولار للأشهر الستة المقبلة (بين تشرين الأول (أكتوبر) 2023 – إلى آذار (مارس) 2024) كصافي متطلبات التمويل.
وذكر أنّه في أيلول (سبتمبر)، قدم مساعداته الغذائية الشهرية لحوالي 410 آلاف لاجئ من الفئات الضعيفة في المخيمات والمجتمعات المضيفة، بقيم مخفضة بمقدار الثلث، من خلال التحويلات النقدية التي بلغت قيمتها حوالي 7.6 مليون دولار.
وتلقى أكثر من 155 ألف لاجئ سوري داخل المخيمات وفي المجتمعات المستضيفة مساعدات نقدية من خلال تحويل الأموال عبر الهاتف المحمول.
وسمحت المساهمات التي تم تلقيها مؤخرًا من الجهات المانحة للبرنامج بمواصلة تقديم المساعدات الغذائية بمستويات منخفضة لجميع اللاجئين الضعفاء في شهري تشرين الأول وتشرين الثاني، ومع ذلك، ما تزال هناك حاجة إلى مبلغ إجمالي يبلغ حوالي 4.3 مليون دولار لمواصلة المساعدة بمستوياتها المنخفضة في كانون الأول.
ووسط مشهد تمويلي مليء بالتحديات، يعمل البرنامج مع الشركاء لتعزيز القدرة على التنبؤ بالتمويل لعام 2024، وسيعمل هذا المسعى على تحسين استقرار المساعدة، وتعزيز الشعور بالأمان لدى المستفيدين، وتمكينهم من التخطيط لحياتهم بثقة أكبر.
وكجزء من دعمه للبرنامج الوطني للتغذية المدرسية، ومع بداية العام الدراسي 2023-2024، استأنف أنشطة التغذية المدرسية في مخيمات اللاجئين (الطلاب السوريون) والمجتمعات (الطلاب الأردنيون والسوريون).
وقال إنّه في أيلول (سبتمبر)، قام بتوزيع 980 ألف وجبة صحية على 90 ألف طالب، وحوالي 350 طنا من التمر على 430 ألف طالب.
في حين نجح البرنامج في تأمين الأموال لبداية الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 2023/ 2024، وما تزال هناك فجوة تمويلية حرجة قدرها 1.4 مليون دولار لطريقة الوجبات المدرسية الصحية التي تغطي شهري تشرين الثاني وكانون الأول 2023، ومبلغ إضافي قدره 6 ملايين دولار لطريقة الوجبات المدرسية الصحية التي تغطي الشهرين ذاتهما.
وفي إطار الدعم الفني المقدم إلى صندوق المعونة الوطنية، وهو مقدم المساعدة الاجتماعية الرئيسي في الأردن، قام برنامج الأغذية العالمي بالتحقق من صحة حوالي 6.200 أسرة من المعونة الوطنية في أيلول (سبتمبر) الماضي لتأكيد أهليتها لتلقي المساعدة النقدي