البوابة الاخباري
ترجمة الدكتورة تقى الرزوق
تعرضت سفينة حربية روسية لأضرار في هجوم بطائرة بحرية أوكرانية في ميناء رئيسي روسي على البحر الأسود يوم الجمعة، في هجوم جريء في الصباح الباكر تسبب في تلف السفينة وشكل ضربة أخرى للبنية العسكرية والاقتصادية للكرملين بعيداً عن خطوط الجبهة في الحرب.
هذا الاعتداء على السفينة الروسية في ميناء نوفوروسيسك، الذي يعتبر مركزاً بحرياً وشحناً رئيسياً على بُعد مئات الأميال من الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا، يُظهر القدرة المتزايدة لأسطول أوكراني من الطائرات بحرية والبحرية على اختراق أهداف روسية محصنة حتى في هذه الظروف. وجاء الهجوم بعد ساعات من هجوم منفصل باستخدام طائرات بحرية على ميناء روسي في شبه جزيرة القرم المحتلة.
أكدت صحيفة نيويورك تايمز صحة عدة فيديوهات وصور تظهر سفينة حربية روسية متضررة في ميناء نوفوروسيسك. وعلى الرغم من أن مدى الأضرار لم يكن واضحاً تماماً، إلا أنها تبدو واضحة على أنها واحدة من أبرز السفن الحربية الروسية التي تعرضت للضرب منذ غرقت قوات أوكرانيا السفينة “موسكوفا”، الناقلة الرئيسية لأسطول البحر الأسود التابع لموسكو، في الشهور الأولى من الحرب.
وأظهرت اللقطات المؤكدة من قبل صحيفة نيويورك تايمز السفينة، وهي من طراز “روبوتشا” وتبدو وكأنها مائلة بينما تعاني من ضرر في منتصف جانبها اليسار، بينما تحاول القاطرات جلبها إلى الميناء. وتعتبر هذه السفينة من نفس النوع التي تعرضت للهجوم في الفيديو الذي التقطته طائرة بحرية.
وقال ثلاثة مسؤولين أوكرانيين، تحدثوا شرط عدم ذكر أسمائهم بسبب الأمور العسكرية الحساسة، إن الهجوم كان عملية مشتركة بين جهاز الأمن الأوكراني والبحرية الأوكرانية. وأكد أحد المسؤولين أن السفينة التي تضررت هي “أولينيجورسكي جورنياك”، وهي سفينة ناقلة قادرة على حمل حمولات ثقيلة ومركبات عسكرية.
وأصرت وزارة الدفاع الروسية على أن الهجوم لم يتسبب في أي أضرار وأن جميع الطائرات بحرية قد تم تعطيلها، وادعت أنها أطلقت النار على اثنتين من القوارب البحرية غير المأهولة وأصابتهما قبل أن تصل قاعدة الميناء.
وأوقفت حركة السفن في ميناء نوفوروسيسك مؤقتاً، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الروسية، مستشهدة بمجموعة “كاسبيان بيبلاين كونسورتيوم” التي تدير تصدير النفط من خلال الميناء.
لم تدعي أوكرانيا علناً مسؤولية الهجوم، وقال المتحدث باسم البحرية الأوكرانية إنها “ليست لها أي علاقة” به. ومنذ فترة طويلة، تتبع كييف سياسة التداول بالغموض بشأن الهجمات داخل روسيا، لكن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أشار إلى أن المزيد من الهجمات داخل حدود روسيا سيأتي.
أما بشأن الهجوم في شبه جزيرة القرم، فقد كانت أوكرانيا أقل حذراً، حيث تعرض ميناء البحر الأسود الروسي في فيودوسيا لهجوم بواسطة طائرات بحرية طويلة المدى. وادعت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت 10 طائرات بحرية أوكرانية وعطلت ثلاث طائرات أخرى، معلنةً أنه لم يتم تسجيل أي أضرار.
تأتي هذه الهجمات في ظل تصاعد التوترات حول البحر الأسود. بعد انسحابها من اتفاقية تسمح لكييف بتصدير ملايين الأطنان من الحبوب عن طريق السفن، قامت الطائرات والصواريخ الروسية بقصف موانئ أوكرانيا في البحر الأسود ومينائها في أوديسا وميكولايف وموانئ نهر الدانوب في ريني وإزمايل، مدمرة أكثر من 200,000 طن من الحبوب، وفقًا لمسؤولين أوكرانيين.(نيويورك تايمز).