البوابة الاخباري
يعاني بعض الآباء من فقدان السيطرة على تصرفات أبنائهم المراهقين، ما يثير القلق عندما يتجاوزون حدودهم. في المقابل، يتجنب بعض الآباء الخلاف مع أبنائهم خشية تركهم لهم. لذلك، يتعين إيجاد توازن بين الحرية والانضباط. فالتركيز المفرط على الانضباط والطاعة يمكن أن يدفع المراهق لتجاوز حدوده، ويمنعه من تطوير مهاراته في حل المشاكل لأنه لا يأخذ القرارات بنفسه، ويعيش في بيئة صارمة.
تعليم الابناء تحمّل المسؤولية منذ الصغر، حيث يعدّ الوالدان أول مصدر لتعلّمهم الأهمية والقيمة المرتبطة بهذه المهارة. ويمكن تعزيز هذه المهارة دون الحاجة لمواجهة ظروف قاسية، وذلك حتى سن الثالثة عشرة، حيث تصبح الحياة والظروف الخارجية المحيطة بهم مصدرًا لتعلّمهم. ويجب أن يتعلّم المراهقون كيفية التأثير على حياتهم، وهذا يتطلب منهم تحمّل بعض المسؤوليات المتعلقة بحياتهم. كما يجب أن يدركوا تأثير سلوكياتهم غير المسؤولة على فقدانهم للامتيازات والقوة التي يمكنهم الاستمتاع بها في حياتهم.
يجب التحدث مع المراهقين بشكل مستمر حول جميع جوانب الحياة، بما في ذلك الأمور المتعلقة بالجسم ، وفروق الأجسام بين الفتيات والفتيان. ويجب الإجابة على أسئلتهم بدقة وبدون زيادة في التفاصيل غير المرغوبة، مع مراعاة استشارة صديق مختص في التعامل مع المراهقين أو الطبيب حسب الحاجة.
يتدخل بعض الآباء في كل جوانب حياة أطفالهم المراهقين دون احترام خصوصيتهم، وهذا يعد خطأ كبير. يجب أن يترك المراهقين مساحة خاصة لهم ليتمتعوا بخصوصية حياتهم، مثل غرفة النوم والبريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية. كما يجب على الآباء عدم التوقع من المراهقين مشاركة كل شيء يحدث لهم أو يدور في أذهانهم، حيث يجب إعطاءهم المساحة الكافية لتعلم كيفية أن يصبحوا أشخاصاً بالغين مسؤولين. ومع ذلك، إذا لاحظ الآباء وجود مشكلة لدى أطفالهم المراهقين، فيمكن التدخل للمساعدة، ولكن دون التفاصيل الزائدة، ويجب أن يعرفوا دائمًا أين يذهبون ومتى يعودون ومع من، وذلك لتعزيز الثقة بينهم وبين أطفالهم المراهقين.
ينبغي على الآباء أن يمتلكوا صبرًا وتسامحًا كبيرين عند التعامل مع أبنائهم المراهقين. فالمراهقون يحتاجون إلى الوقت الكافي ليتعلموا كيفية الاستقلالية والتصرف بشكل سليم. وعلى الرغم من أنهم قد يرتكبون أخطاء في بعض الأحيان، إلا أنهم سيتعلمون منها ويعودون إلى مسارهم الصحيح في الوقت المناسب. لذلك، ينبغي على الآباء أن يتغاضوا عن الأخطاء التي يرتكبها أبناؤهم المراهقون وأن يمضوا قدمًا دون الوقوف عند هذه الأخطا